responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : الحدائق الناضرة في أحكام العترة الطاهرة المؤلف : البحراني، الشيخ يوسف    الجزء : 1  صفحة : 173

و كون الماء مطهرا لغيره أمر خارج عن أصل الطهارة التي هي المعنى المصدري، فكيف تراد منه؟ بل هو حينئذ بمعنى الطاهر.

و الجواب عن الأول- ان المستفاد من الآيات القرآنية ان الماء أصله كله من السماء، و بذلك صرح شيخنا الصدوق في أول كتاب من لا يحضره الفقيه، و ما ذكره المتخرصون- من ان مواد المياه ليست إلا الأبخرة المحتبسة، و ان حصل لها الغزارة و النزارة بكثرة مياه الأمطار و الثلوج و قلتها- فكلام عار عن التحصيل، فضلا عن مخالفته لصريح التنزيل، و ما ورد عن معادن التأويل.

و من الآيات الدالة على ما قلنا قوله سبحانه: «وَ أَنْزَلْنٰا مِنَ السَّمٰاءِ مٰاءً بِقَدَرٍ فَأَسْكَنّٰاهُ فِي الْأَرْضِ، وَ إِنّٰا عَلىٰ ذَهٰابٍ بِهِ لَقٰادِرُونَ» [1]

و روى الثقة الجليل علي ابن إبراهيم القمي في تفسير هذه الآية عن الباقر (عليه السلام) قال: «هي الأنهار و العيون و الآبار».

و قوله تعالى: «أَ لَمْ تَرَ أَنَّ اللّٰهَ أَنْزَلَ مِنَ السَّمٰاءِ مٰاءً فَسَلَكَهُ يَنٰابِيعَ فِي الْأَرْضِ ثُمَّ يُخْرِجُ بِهِ زَرْعاً مُخْتَلِفاً أَلْوٰانُهُ[2].

و قوله تعالى: «هُوَ الَّذِي أَنْزَلَ مِنَ السَّمٰاءِ مٰاءً لَكُمْ مِنْهُ شَرٰابٌ وَ مِنْهُ شَجَرٌ الى قوله يُنْبِتُ لَكُمْ بِهِ الزَّرْعَ[3].

فهذه الآيات دالة على ان أصل ماء الأرض كله من السماء.

و الجواب عن الثاني- انه و ان كان كذلك مع عدم قرينة تفيد العموم إلا ان قرينة المقام في هذه الآيات التي نقلناها تفيد العموم، فان الظاهر ان هذه الآيات كلها واردة في معرض التفضل و إظهار الامتنان و بيان الانعام، و حينئذ فلو كان هناك


[1] سورة المؤمنون. آية 19.

[2] سورة الزمر. آية 23.

[3] سورة النحل. آية 11 و 12.

اسم الکتاب : الحدائق الناضرة في أحكام العترة الطاهرة المؤلف : البحراني، الشيخ يوسف    الجزء : 1  صفحة : 173
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست